صدرَ عن دار نعمان للثَّقافة كتابٌ للبروفسُّور محمَّد ربيع بعنوان رئيسيٍّ "التَّدمير الذَّاتي العربيّ"، وبعنوانٍ ثانويّ: "تقويضُ سيادة الدَّولة وتمزيق النَّسيج الاجتماعيِّ للشُّعوب".
يقولُ النَّاشرُ الأديبُ ناجي نعمان في الكتاب: "الرَّأسماليَّةُ - وقد توَحَّشَتْ، وتملَّكَتِ الإعلامَ، مُعظمَه، واستَحوَذَتْ على الشُّعوب وأصحاب القرار العالَميِّ من غير الرُّؤيَوِيِّين والغَيريِّين – الرَّأسماليَّةُ المُتَوَحِّشَةُ تلك تَستغِلُّ الدِّيمقراطيَّةَ، أو قُلْ، بقاياها، والدِّينَ، أو قُلْ ظَلاميِّيه، لِتفرُضَ شروطَها على بقيَّةٍ من شُعوبٍ، لا لِشيءٍ سوى لسَلبِها ما في باطن أرضٍ وبحر، أو لإعادة إعمارها بعد تهديمها من داخلٍ و/أو خارج. ثمَّ إنَّ التِّكنولوجيا، بيَد شعوبٍ لا تاريخَ لها، وتقودُها دُمًى، تأتينا من بعيد، من آلاف الأميال؛ تأتينا بآلات الدَّمار كَيما تَنقَضَّ على ألفيَّاتِ حضاراتِنا الَّتي قيلَ إنَّنا لم نحافِظْ عليها، ولا على إنسانها. فهلاَّ نستيقِطُ، نتَّعِظُ، نُصلِحُ، نُقاوم؟!"
وأمَّا الأستاذ الدُّكتور محمَّد ربيع فيُعرِّفُ كتابَه كالآتي: "راحَ العربُ - في ضوء تخلُّفِهم اجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وعلميًّا وتكنولوجيًّا، وضعفِهم عسكريًّا، وتشتُّتِهم سياسيًّا وفكريًّا، وبسبب ما لديهم من ثروات نفطيَّة - قلتُ، راحَ العربُ يمثِّلون فرصةً استثماريَّةً نادرة، ما شجَّع القوى الاستعماريَّة القديمة والجديدة على استغلالهم، وعلى الاتِّجاه للعمل على تكريس تخلُّفهم، والهَيمنة عليهم، والتَّحكُّم في مواردهم، وحرمانهم من فرص التَّقدُّم والتَّحرُّر والوَحدة. ولمَّا كانت تكاليفُ الحروب تتزايد يومًا بعدَ يوم، فيما احتمالاتُ النَّصر تتراجعُ، فإن القوى الإستعماريَّة قرَّرت، على ما يبدو، تبنِّي إستراتيجيَّة عسكريَّة سياسيَّة جديدة، تتَّصفُ بضآلة تكاليفها المادِّيَّة والبشريَّة، وارتفاع احتمالات نجاحها. وتقوم تلك الإستراتيجيَّة على تكتيكات عسكريَّة واجتماعيَّة وثقافيَّة ونفسيَّة وإعلاميَّة ترمي إلى تحويل الدَّولة المستَهدَفَة "دولةً فاشلةً" لا تستطيعُ بسطَ سيادتها على كامل أراضيها وشعبها، ما يجعلُها عاجزةً عن تحقيق أيِّ إنجاز يُذكر، وفي حاجة دائمة لحماية أجنبيَّة.
"يحاولُ هذا الكتابُ تحليلَ هذه الإستراتيجيَّة الشِّرِّيرة وكيفيَّة عملها، وشرحَ أبعادها وتبعاتها على حياة الشعوب التي تقعُ فريسةً لها، وتقويمَ مدى ما حقَّقته من نتائج على مختلف السَّاحات العربيَّة".
يُذكرُ أنَّ البروفسُّور محمَّد ربيع أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في كليَّة الحكامة والاقتصاد في الرّباط بالمغرب. دَرَسَ في جامعات مصر وألمانيا وأمِريكا، ودَرَّسَ في عددٍ من الجامعات العربيَّة والأمريكيَّة والأورُبِّيَّة، ولاسيَّما في جامعتَي جورجتاون وجونز هوبكنز بواشنطن. نشر عشرات الكتب ومئات الدراسات والمقالات، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات في العديد من دول العالم. تُشير اهتماماته وكتاباته إلى التزامه بقضايا الفقراء والمحرومين ومعضلة التنمية المجتمعيَّة، والدفاع عن قضايا الحريَّة والعدالة والمساواة وتحرير الشعوب من التبعيَّة، والدعوة إلى الحوار وحل الخلافات بالطُّرق السلميَّة، والعمل على تعزيز فرص السلام العالمي والإخاء الإنساني. له اهتماماتٌ أدبيَّة، سفير مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان.